الصحة النفسية والإرشاد النفسي
سنتحدث فى هذا المقال عن الصحة النفسية والارشاد النفسي ومفهوم كل منهما بالتفصيل
ويعتبر تخصص الصحة النفسية والإرشاد النفسي هو فـرع من فـروع علم النفس التطبيقـي
أولاً الصحة النفسية
ترتبط العـلوم المختلفة مع بعضها البعض بروابط تظهر للمتأملين والمهتمين بهذه العلوم.
وهنا نظهر عـلاقة الصحة النفسية بالعلوم الأخرى والتي ترتبط بها ارتباطا قويا سواء بأسلوب مباشر أو غير مباشر ومن هذه العلـوم الطب وعلـم النفس والوراثة والتربية وعلوم المعرفة الطبيعية والإنسانية والاجتماعية.
وتكثر الاجتهادات حول معنى الصحة النفسية عندما نقف امام مشكلة اضطربات السلـوك ، بمعنى آخر عندما نقابل بسلوك غير سوي إلى المعيار الشائع للسلوك فى اى مجتمع من المجتمعات
وعندما نواجه هذا السلـوك الغير سوي ونرغب فى تعريفه وتحديد معامه نجد أنفسنا امام تعريـف السواء كنموذج للسلوك نقترب منه او نبتعد عنه بنسب متفاوته .
إن للصحة النفسية معانى وتعاريف متعددة سنعرض أهمها بغاية الوصول إلى تعـريف يمكن أن نستعين به فى رسم السبل المؤدية إلى سلامة العقل والمحافظة عليه من التعرض للاضطرابات السلوكية بأشكالها المختلفة .
من التعاريف الشائعة للصحـة النفسية هى الخلو من أعراض المرض النفسي أو العقلي ، ويلقى هذا التعريف قبولاً بين المتخصصين فى مجال الطـب النفسي .
ولا شك أن هذا التعريف إذا قمنا بتحليله نجد أنه مفـهوم ضيق محدود لنه يعتمد على حالة السلب او النفي
كما أنه يقصر معنى الصحة النفسية على خلو الفـرد من أعراض المرض العقلى أو النفسي وهذا جانب واحد من جوانب الصحة النفسية
فقد نجد فردا خاليا من اعراض المرض النفسى أو العقلى ولكنه مع ذلك غير ناجح فى حياته ، وعلاقاته بغيره من الناس ( سواء في العمل او فى الحياة الإجتماعية ) تتسم بالاضطراب وسوء التوافـق
إن مثل هذا الشخص يوصف بأنه لا يتمتع بصحة نفسيـة سليمة ، على الرغم من خلوه من أعراض المرض العقلي او النفسي
إن تـعريف الصحة النفسية بالخلو من الأعراض النفسية والعقلية يعد من التعاريف السالبة للصـحة النفسية حيث تفسر الظاهرة بالمظاهر التي يجب ألا تتوافر دون أن تقترب من المظاهر التي توج مع الصحة النفسية وتنعدم بإنعدامها .
إن اقتصار نعريف الصحة النفسية على سلامة الفـرد من المرض النفسي والعقلى فى صورة المختلفة وعدم ظهور اعراض للاضطرابات السلوكية الحادة فى افعاله وتصرفاته ، يعد معنى محدود وضيق للصحـة النفسية .
فإذا تأملنا فى حياة وسلوك الأفراد الذين نعرفهم ونتعامل معهم فى كل يوم والذين لا تصل أعمالهم زتصرفاتهم إلى درجـة الاختلال التام والشذوذ والغرابة فيتبين لنا انهم لا يتساوون جميعاً من حيث قناعتهم بحياتهم ورضاهم عن أنفسهم
او من حيث قدرتهم على التوفيق بين مختلف أهدافهم واهتماماتهم ونزعاتهم أو من حيث نجاحهم فى اقامة العلاقات الطيبة والتوافق مع الأشخاص المحيطين بهم ومع مطالب البيئة الأجتماعية والمادية ، او نرى فيمن تعرفهم أفراداً يغلب الرضا والسعادة على حياتهم آخرين يغلب على حياتهم الضيق والتعاسه .
يتبين من كل ماتقدم ان الصحة النفسية ليست مجرد الخلو من المرض
وهناك تعريفات موجبة للصـحة النفسية تحدد الشروط الواجب توافرها فى الوظائف النفسية والعقليه للفرد المتمتع بالصحة النفسية وعلى سبيل المثال :
مفهـوم الصحة النفسية أو العقلية هي مستـوى الرفاهية النفسـية أو العقل الخالي من الاضطرابات وهي الحالة النفسية للشخص الذي يتمتع بمستوى عاطفي وسلوكي جيد
ويمكن تعريـف الصحة النفسية بأنَّها حـالة دائمة نسبياً ويكون فيها الـفرد متوافقا نفسياً ( شخصياً وإنفعالياً وإجتماعياً أى مع نفسه وبيئته ) ويشعر بالسعادة مع نفسه والأخرين ويكون قادراً على تحقيق ذاته واستغلال قدراته وإمكاناته إلى أقصى حد ممكن ويكون قادراً على مواجـهة مطالب الحياة وتكون شخصية متكاملة سويه ، ويكون سلوكاً عادياً ويكون حسن الخلق بحيث يعيش فى سلامة وسلام.
مفهوم الصحة النفسية للفـرد هي الحالـة النفسية العامة للـفرد والـصحة النفسيـة السليمة هي حـالة تكامل طاقات الفـرد المختلفة بما يؤدى الي احسن استثمار لها وتتحقيق وجوده اي تحقيق انسانيته فالصحة النفسية ذات مفـهوم واسع غير محدد وهو مفهـوم ثقافي ونسبي بطبيعته وهو متغير بتغير مايجد عليه من معلومات عن الحياة وما ينبغي ان تكون عليه كما انه يتغير بما نكتشفه عن انفسنا وسلوكنا وما يجب ان نصل اليه في حياتنا.
ويمكن تعريـف الصحة النفسية أيضا انها حـالة إيجابية تتضمن التمتع بصحة العقل وسلامة السلوك وليست مجرد غياب والخلو آو البرء من اعراض المـرض النفسي. وانظر إلى تـعريف منظمة الصحة العالمية للصحـة بأنها حالـة من الراحة الجسمية والنفسية والاجـتماعية وليست مجرد عدم وجود الـمرض.
لقراءة مقال كامل عن الصحة النفسية وأهميتها اضغط هنا
العلاج النفسي
بمعناه هو نوع من العلاج تستخدم فيه أية طريقة نفسيـة لعلاج مشكـلات أو اضرابات أو أمراض ذات صيغة انفعالية يعاني منها المريض وتؤثر في سلوكه وفيه يقوم المعالج وهو شخص مؤهل علمياً وعملياً وفنياً بالعمل على ازالة الاعراض المرضية الموجودة او تعديلها أو تعطيل أثرها مع مسـاعدة المريض على حل مشكلاته الخاصة والتوافق مع بيئته واستغلال إمكانياته علي خير وجه ومساعدته على تنمية شخصيته ودفعها في طريق النمو النفسي والصحي بحيث يصبح المريض أكثر نضجاً وأكثر قدرة على التوافق النفسي في المستقبل.
لقراءة مقال كامل عن الصحة النفسية والعلاج النفسي اضغط هنا
ثانياً الإرشاد النفسي
مفهـوم الإرشاد :
يعتبـر الإرشاد العنصر الأساسي والعملية الرئيسية في عمليات التوجيـه وخدماته وهو العلاقة التفاعلية التي تنشأ بين المرشد التربوي والمسترشد بهدف تحقيق أهداف التـوجيه. والإرشاد هو علاقة مواجهه بين شخصين احدهما المرشد والأخر المسترشد , يكون فيها المرشد بهذه العلاقة وبالكفايات التي يملكها قادرا على توجيه الموقف التعليمي للمسترشد ومساعدته لإدراك ذاته ودوافعه وإمكانات مستقبله وفهم مشكلاته حتى يتمكن المسترشد من استخدام قدراته وطاقاته بشكل ايجابي يلبي حاجات مجتمعه, وليتمكن من الوصول إلى اتخاذ القرارات المناسبة في اختيار الحلول التي تناسبه للصعوبات والمشكلات التي تعترض حياته. ويتخذ الإرشاد أساليب مختلفة فقد يكون مباشرا أو غير مباشر فرديا أو جماعيا , وقد يكون الإرشاد تربويا أو مهنيا أو لحل المشكلات النفسية والانفعالية أو السلوكية أو غير ذلك. ويعتمد الإرشاد على المقابلة الإرشادية أو على وسائل أخرى مسانده كالاختبارات بأنواعها الشخصية والتربوية.
مفهـوم التوجـيه والإرشاد النفسي :-
التـوجيه عملية إنسانية تتضمن مجموعة من الخدمات التي تُقدم للأفراد لمساعدتهم على فهم أنفسهم وإدراك المشكلات التي يعانون منها، والإنتفاع بقدراتهم ومواهبهم للتغلب على المشكلات التي تواجههم.
ويقوم التـوجيه على أساس المبدأ الذي ينادي بأن من حق كل فرد أن يختار الأسلوب الذي ينتهجه في حياته طالما أن هذا الإختيار لا يتدخل في حقوق الآخرين ولا يطغى عليهم. ولا يعني التوجيه إعطاء تعليمات أو توجيهات محددة للفرد، أو إملاء وجهة نظر عليه، ولكنه يستهدف تقديـم العون والمساعدة وذلك من قِبل إختصاصيين نفسيين مُدرَّبين.
تعريف الإرشاد النفسي :
• الإرشاد النفسي هو فرع من فروع علم النفس التـطبيقي و هو عملية تهدف إلى إرشاد المسترشد إلى فهم وتحليل استعداداته و قدراته وإمكانياته و ميوله و الفرص المتاحة أمامه و المشكلات التي يعاني منها وذلـك للوصول إلى اتخاذ القرارات التي تحقق له التكيف ة العيش السعيد.
- ويعرف الإرشاد النفسي بـأنه العلم الذي يهتم بإيصال الفـرد إلى حالة التـوافق الشخصي والاجتماعي والصحة النفسية، ويعد الإرشاد النفسي أحد أهم فـروع علم النفس التطبيقي ( الفرق بين علم النفس والارشاد النفسي ) .
- هو عملية تؤدي إلى مساعـدة الفـرد على تحقيق ذاته حيث يكتشف الـفرد نفسه و استعداداته و قدراته بما يؤدي إلى تكيفه و سعادته و صحته النفسيه وهو كما تم التوضيح سابقاً من اهم فـروع علم النفس
- هو عملية بنائية و مخطط لها، تهدف لمساعدة الفـرد لكي يفهم نفسه و يحدد مشكلاته و ينمي إمكاناته و يحل ما يواجهه من مشكلات كي يصل إلى تحقيق التوافـق في جميع جوانبه الشخصية و التربوية و المهنية و الزواجية و الأسرية.
لقراءة مقال كامل عن التوجيه والإرشاد النفسي اضغط هنا
أهـمية الإرشاد النفسي
يعتبر الارشاد النفسي مورداً أو مصدراً أساسياً لمساعدة الآخرين في حل مشكلاتهم والتعرف على قدراتهم والاستفادة منها إلى أقصى حد ممكن فيما يعود بالنفع للفرد وللمجتمع
يساهم في إظهار المسترشدين لإنسانيتهم نحو بعضهم البعض
ولقد ظهر مجال الإرشاد النفسي من أجل تحليل نفسيـة الشخص ومعرفة التوافـق بين الشخص ونفسه وبين الشخص والمجتمع المحيط به ويساهم الإرشاد النفسي في رفع درجة صحة الشخص النفسية الأمر الذي يؤدي إلى توافق الفرد مع ذاته وبالتالي حصوله على السعادة الفردية.
كما أن الإرشاد النفسي يعرف بأنه عملية تقديم العون والمساعدة للأشخاص الذين يحتاجون هذه المساعدة وتتم هذه المساعدة من خلال فهم نفسية الفـرد وذلـك من أجل مساعدته على التكيف مع البيئة ومساعدته على اتخاذ القرارات وحل المشاكل التي تصيبه.
وللإرشاد النفسي أهمية كبيرة فهو السبيل لمساعدة الشخص على التكييف مع المجتمع المحيط به وبالتالي تحقيق السعادة بشكل أفضل.
بالإضافة إلى ذلك فإن للإرشاد النفسي دورا كبيرا في مساعدة الشخص على تحقيق الاستقلالية الذاتية كما يساعده على تحقيق تغييرات إيجابية في سلوكه .
فكل هذا يدل على اهمية تخصص الارشاد النفسي
وهناك فرق بين الإرشاد النفسي والعلاج النفسي
وبالتالى هناك فرق بين المعالج النفسي والمرشد النفسي ستجده فى هذا المقال ( الفرق بين الإرشاد النفسي والعلاج النفسي )
المرجع كتاب مفاهيم أساسية فى الصحة النفسية والارشاد النفسي
لدراسة دبلوم الصحة النفسية اقوى دورات الصحة النفسية والارشاد النفسى اضغط هنا